الأفلام الجنسية هل تتسبب فعلاً بارتفاع معدلات الطلاق
آخر تحديث GMT 04:13:11
المغرب اليوم -

الأفلام الجنسية.. هل تتسبب فعلاً بارتفاع معدلات الطلاق؟

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأفلام الجنسية.. هل تتسبب فعلاً بارتفاع معدلات الطلاق؟

الأفلام الجنسية.. هل تتسبب فعلاً بارتفاع معدلات الطلاق؟
القاهرة - المغرب اليوم

لطالما اعتُبر الجمع بين الزواج ومشاهدة الأفلام الجنسية سبباً في عدم الاستقرار، سيما مع القصص واسعة الانتشار التي تربط المحتوى الجنسي بالخيانة الزوجية والإدمان المدمّر للعلاقات.

دراسة جديدة تدّعي ارتفاع احتمالات طلاق المتزوجين الذي يبدأون بمشاهدة "الأفلام ذات التصنيف X” - وفقاً لتعبير المؤلفين -.

لكن بعض الباحثين من خارج نطاق الدراسة ومستشاري العلاقات الذين راجعوا الدراسة أثاروا أسئلةً حول منهجيتها، وأشاروا إلى أن النتائج تتعارض وما يرونه مع عملائهم.

الدراسة التي لم تخضع بعد لمراجعة النظراء أو يتم نشرها، قُدمت السبت 20 أغسطس/آب 2016 في الاجتماع السنوي الـ 111 للجمعية للرابطة السوسيولوجية الأميركية.

وحلل باحثون من جامعة أوكلاهوما بيانات طولية من 2006 إلى 2014 لأكثر من 5 آلاف بالغ، تتضمن معلومات حول الحالة الاجتماعية ومشاهدة المواد الجنسية، من 3 استطلاعاتٍ، كل منهما مقسم إلى 3 أجزاء، على مدار 4 أعوام عن طريق المسح الاجتماعي العام.

لكن المجموعة الأساسية التي اهتم التقرير بدراستها تعود لـ 373 شخصاً متزوجاً أفادوا بعدم مشاهدتهم للمواد الجنسية في بداية الاستطلاع، لكنهم بدأوا لاحقاً في مشاهدتها.

عرّفت الدراسة مشاهدي المواد الجنسية بأنهم هؤلاء الذي أجابوا بنعم عن سؤال: "هي شاهدت فيلماً من التصنيف X في العام الأخير؟"، صدق أو لا تصدق، 71% من العينة الكلية لم يشاهدوا المواد الجنسية في أي نقطة على مدار الاستطلاع ذي الأجزاء الثلاثة، و15% فقط أفادوا بمشاهدتهم المواد الجنسية في كل مراحل الاستطلاع،7% فقط أفادوا بأنهم بدأوا مشاهدة المواد الجنسية خلال الاستطلاع، بعد أن كانوا لا يشاهدونها!

وفي محاولة لعزل تأثيرات مشاهدة المواد الجنسية على الطلاق، استخدم الباحثون متغيرات عدة، من ضمنها السعادة الزوجية، لتكوين عينات متوازنة من المشاركين في التقرير، من الذين غيروا عادات مشاهداتهم الجنسية، ومن الذين لم يفعلوا.

ما وجده الباحثون، هو أن من بدأوا مشاهدة المواد الجنسية بعد أن كانوا لا يشاهدونها خلال الاستطلاع الأولى، تضاعفت احتمالات طلاقهم تقريباً، من 6% إلى 11%.

كذلك فقزت احتمالات الطلاق عند النساء إلى 3 أضعافها تقريباً، من 6% إلى 16%. الزيادة في نسبة الطلاق كانت أعلى عند الشباب، لكنها كانت غير موجودة بالنسبة لهؤلاء الذين يحضرون الدروس الدينية كل أسبوع.

ووجد الباحثون أيضاً أن خطر الطلاق ينخفض عندما يتوقف المشاركون عن مشاهدة الجنس بعد إفادتهم بمشاهدته في المرحلة الأولى من الاستطلاع.

في بيان صحفي، قال مؤلف الدراسة الرئيسي صامويل بيري "نتائجنا تشير إلى أن مشاهدة المواد الجنسية، في ظل ظروف اجتماعية معينة، ربما يكون لها آثار سلبية على الاستقرار الزوجي".

بوضع هذا في الاعتبار، طلبت Vocativ من بعض الباحثين ومستشاري العلاقات من خارج نطاق الدراسة مراجعتها.

تقول عالمة الأعصاب نيكول براوز التي درست تأثير استهلاك المواد الجنسية وتحدت مفهوم الإدمان الجنسي، إن هناك عدة مشاكل في الدراسة، واحدة منها أنها تجد مشكلة مع حقيقة أنها لم تراقب معدلات الاستمناء.

تقول نيكول، "لأن الاستمناء يحدث على الدوام تقريباً مع مشاهدة الأفلام الجنسية، فهذا إغفال جسيم"، وتجادل بأن هذا يجعل ترجيح أن يكون سبب التغيرات التي لاحظها الباحثون هي نتيجة الأفلام ذات التصنيف X مستحيلاً دون الاستمناء.

اقترحت أيضاً أنّه كان من الأنسب مراقبة الوضع الوظيفي للمشاركين، أو أي شيء آخر قد يشير إلى أن أحدهم أصبح لديه فجأة "وقت فراغ أكبر قد يسمح له بمزيد من الاستمناء، ولكن يزيد من ضغوط العلاقة أيضاً".

على سبيل المثال، تقول إن خسارة الوظيفة، والتوقف عن العمل لفترة ممتدة من الوقت ربما يؤدي إلى كل من الطلاق ومشاهدة المواد الجنسية، ومن دون التحكم في الدراسة على أساس الوظائف المفقودة، فربما يبدو أن الطلاق له صلة بمشاهدة المواد الجنسية.

ثم هناك حقيقة أن الدراسة لا تراقب المدة الزمنية التي يقضيها الشخص في مشاهدة الأفلام الجنسية، "فالدخول إلى صفحة على الانترنت عن طريق الخطأ ومقارنتها بمشاهدة المواد الجنسية لـ 20 ساعة في الأسبوع خطأ تماماً، وهذه الدراسة تتظاهر بأنهما نفس الشيء". في الواقع، تعترف الدراسة بهذا النقص فيها.

استجابة لتعليقات براوز، يجادل بيري بأن دراسات قليلة عن الجنسية والزواج تراقب أشياءً مثل الاستمناء والحالة الوظيفية، مضيفاً أنه ورفاقه الباحثين لا يزعمون بالضرورة أن استخدام المواد الاباحية يتمحور حول الاستمناء.

لكن براوز تشير أيضاً إلى أبحاث تفيد بأن الإشباع الجنسي والسعادة الزوجية متغيران مستقلان بالنسبة للنساء؛ بمعنى أن السعادة الزوجية، التي استخدمتها الدراسة عاملاً لتكوين عينات متوازنة، قد لا تكون عاملاً كافياً.

بعبارة أخرى، يمكن أم تكون النساء المتزوجات في الدراسة، من اللواتي بدأن مشاهدة المواد الجنسية، قد فعلن ذلك بدافع من عدم الإشباح الجنسي، وهو ما يرتبط بارتفاع معدلات طلاقهن بشكلٍ أفضل من بدء مشاهدتهن للأفلام الجنسية.

ديفيد لي عالم طب النفس السريري متخصص في النشاط الجنسي،ومؤلف كتاب "الجنسية الأخلاقية للرجال: دليل الرجل إلى متعة مشاهدة مسؤولة"، يثير نقطة مشابهة، ويقول "حقيقة أن النساء اللواتي يشاهدن المواد الجنسية تزداد معدلات طلاقهن ربما تكشف في الواقع أن نساءً كن، أو أصبحن، غير راضيات جنسياً في علاقاتهن، وأن استخدامهن المستمر للمواد الجنسية يعكس عدم استطاعة تلبية اجتياجاتهن الجنسية مع أزواجهن. ربما تستخدم النساء المواد الجنسية كوسيلة لإخبار أزواجهن بأن (هذا ما أريده، لنفعل هذا)، وربما تتعلم النساء من المواد الجنسية أن احتياجاتهن الجنسية مهمة بالنسبة لهن، وأنها ليست مخجلة".

من جانبه، يقول المعالج الجنسي ايان كيرنر، إن النتائج تتعارض نوعاً ما مع ما يراه في عملائه بالمكتب، ففي الأعوام الأخيرة، لاحظ إيان أن الأزواج - النساء خاصةً -، يصبحون أكثر ارتياحاً بكثير من ناحية المواد الجنسية - من حيث مشاهدتها، ومن حيث التقكير فيها على أنها "شكل من أشكال الترفيه المبني على التخيل"، في مقابل كونه يعكس "اهتمامات العالم الواقعي" لشريكهم في العلاقة.

ويضيف، "ربما الأمر أن الأزواج يصبحون أقل ذعراً من استخدام المواد الجنسية، والذعر الأقل يعني قلقاً أقل، وكدراً أقل".

ويرى كيرنر المواد الجنسية تستخدم كوسيلة فعالة لحل مشاكل تفاوت الشهوة الجنسبة في العلاقات، وحتى تقليل الرغبة في خيانة الشريك.

ويقول أيضاً، "في رأيي مشاهدة المواد الجنسية من المحتمل أن تساهم أكثر في تحسين الصحة الشخصية وصحة العلاقة، والتخلي عن مشاهدة المواد الجنسية يحتمل أن يكشف عن، وربما يخلق، تصدّعات في الزواج تزيد من احتمالات الطلاق"، مشيراً أيضاً إلى أن الآراء حول المواد الجنسية تتغير بسرعة إلى درجة ربما لا تعكس معها الدراسة السلوكيات الحالية.

يُسارع بيري إلى الإشارة إلى أنه لا "يحارب المواد الجنسية في حملة أخلاقية ما، إذ يمكنها أن تساعد الأفراد على اتخاذ قرارات أكثر اطلاعاً بشأن المواد التي يستهلكونها، والعواقب التي يمكن أن تسببها على علاقاتهم في ظروق معينة"، لكنه يشدد على أخذ الفروق الطفيفة في الاعتبار عند تفسير نتائج الدراسة.

يتفق ديفيد لي مع هذه النقطة قائلاً، "الأمر الأقوى بشأن هذه الورقة البحثية هو الدليل المستمر على أن تأثير المواد الجنسية ليس قاطعاً أو يسهل شرحه أو مخاطبته"، ويجادل بأن هذا البحث لا ينبغي استخدامه لاستنتاج أن المواد الجنسية مضرة بالزواج.

"بدلاً من ذلك، يجب أن ننظر كمجتمع بحرصٍ إلى كيفية مساعدة الناس في معرفة وفهم وإدارة استهلاكهم للمواد الجنسية، لوحدهم أو في علاقاتهم".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفلام الجنسية هل تتسبب فعلاً بارتفاع معدلات الطلاق الأفلام الجنسية هل تتسبب فعلاً بارتفاع معدلات الطلاق



GMT 19:54 2019 الأحد ,25 آب / أغسطس

8 دلائل على إخلاص الزوج

GMT 23:02 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

شكل الوجه يكشف خفايا العلاقة الحميمة للشخص

GMT 13:36 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

شكل الوجه يكشف خفايا العلاقة الحميمة للشخص

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib