الرباط - المغرب اليوم
رأى باحثون من عشرين مركزاً رائداً في بحوث المحيطات أن أضخم موئل للكائنات الحية، القيعان العميقة للمحيطات، مهدد بخطر المجاعة والتغير البيئي الشديد مع نهاية هذا القرن.
وسيشمل التغير البيئي ارتفاع حرارة المحيطات وزيادة حموضتها وانتشار المناطق المنخفضة الأوكسجين فيها مما سيؤدي إلى تبدل جذري في التنوع الحيوي لقيعان المحيطات على عمق 200 إلى 6000 متر تحت سطح البحر.
هذا التحذير جاء في دراسة نُشرت في مجلة Elementa العلمية، ومما ورد فيها أن التنوع الحيوي في أعماق المحيطات يعتمد على كمية الغذاء التي تصل إلى القاع، ومن المتوقع في غضون الأعوام الثمانين القادمة أن تنخفض هذه الكمية إلى النصف.
تناقص كمية الغذاء سيؤدي، على الأرجح، إلى تحول في الهيمنة لصالح الكائنات الصغيرة. بعض الأنواع ستزدهر، بعض الأنواع ستضطر للهجرة إلى أماكن أخرى، والعديد من الكائنات سوف تموت.
وفقاً لحسابات معدي الدراسة، سترتفع درجة القيعان السحيقة، التي يتراوح عمقها بين 3000 و6000 متر، ما بين نصف درجة إلى درجة مئوية واحدة في شمال المحيط الأطلسي والمحيطات الجنوبية والقطبية، وذلك في 2100، مقارنة مع ما هي عليه الآن.
أما المناطق العميقة، بين 200 إلى 3000 متر، فستصل الزيادة في الحرارة إلى أربع درجات مئوية في المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي. هذه الزيادة قد تبدو طفيفة، ولكنها تعني أن كائنات هذه المناطق ستدخل صيفاً لم تشهده منذ ملايين السنين.
إن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى زيادة الاستقلاب (الأيض) لدى الكائنات الحية التي تعيش في قاع المحيط، وهذا يعني أنها ستصبح بحاجة إلى مزيد من الطعام الذي تتراجع كمياته. علماً أن الكثير من البحار العميقة تعاني حالياً من نقص حاد في المواد الغذائية.
ويقول الباحثون أن الآثار التي ستعاني منها أعماق المحيطات لن تبقى هناك على الأرجح، فهي ستؤدي إلى تناقص كميات المواد الغذائية والأوكسجين المنحل في المياه التي تصعد من أعماق البحر إلى السطح، وهذا سيؤثر على المجتمعات الساحلية ونشاط الصيد التجاري بشكل عام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر