عالمة في جامعة أنغليا تؤكد أن الحيوانات لديها أخلاق مثل البشر
آخر تحديث GMT 18:42:17
المغرب اليوم -

عالمة في جامعة أنغليا تؤكد أن الحيوانات لديها أخلاق مثل البشر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عالمة في جامعة أنغليا تؤكد أن الحيوانات لديها أخلاق مثل البشر

قرد الكابوتشين البني
لندن ـ المغرب اليوم

كشفت دراسة جديدة لأول مرة، عن وجود أخلاق عند بعض فصائل الحيوانات مثل الرئيسيات والكلبيات، وشعورها بالغضب والإهانة وخيبة الأمل عند خداعها أو التعامل معها بشكل سيء، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وشرحت عالمة الأحياء السلوكية في جامعة أنغليا روسكين في كامبريدج، كلوديا واسكر، في مقالة نشرتها على موقع "ذا كونفريسيشن" للأبحاث العلمية، الأسباب وراء وجود المنظومة الأخلاقية عند بعض الحيوانات، ووصفت الطريقة التي اكتشفت بها أن طائر الغراب لديه أخلاق.

وتستهل روسكين مقالها بالقول أن "البشر ولدوا على فطرة إدراك والشعور بالعدالة، وهي أحد المفاهيم الأخلاقية، إلا أن هذا أمر محير من وجهة النظر التطورية، والتي يظن العديد منا أنها تعني بالضرورة تفوق الجنس البشري على جميع المخلوقات الأخرى. ولكن في الواقع تعد الأخلاق أمرًا غاية في الأهمية بالنسبة لنا نحن البشر ذلك حتى نستطيع مساعدة بعضنا. فالتعاون البشري يرتكز بشكل محوري على الإيثار المتبادل أي حب الغير شريطة أن يبادلنا الغير هذا الحب، وهو ما يعني أننا نساعد من قدّم لنا يد العون في الماضي، أو ما يلوّح لنا أنه سيفعل ذلك في المستقبل. وهذا النوع من التعاون لا يمكن تحقيقه في الحقيقة إلا حينما يكون الأفراد قادرين على معرفة جهود الآخرين نحونا بشكل مستمر، وهو نوع من أنواع الرشوة، وهنا يأتي دور الأخلاق".

وتتساءل روكسين:"ولكن ماذا عن الكائنات غير البشرية؟ وأقصد بذلك الحيوانات. فهل الشعور بالعدالة أمرًا نادر الحدوث عند التفريق بين البشر والحيوانات الأخرى؟ أم إنه تطور لدى الحيوانات على غرار البشر؟"، لتجيب قائلة: "هناك وسيلة لاختبار هذا الأمر عند الحيوانات ويطلق عليها اختبار (مهمة استهجان الظلم والخداع)، وفيها يحصل الحيوان موضوع الاختبار على مكافأة عقب استكماله للمهمة المُوكلة إليه، في حين يحصل حيوانًا آخر على مكافأة مزيفة مع الحرص على أن تكون تلك المكافأة شيئًا لا يعجبه. إن مصطلح المكافأة المزيفة يطلق عادة على المكافأة التي تُعطي للشخص الذي حل في المرتبة الأخيرة أو كان أداؤه سيئًا. بالتأكيد ستعتقد أن الحيوان الذي لديه إدراك بالعدالة أو الإنصاف أقوى من الحيوان الآخر سيتوقف عن المشاركة في هذه التجربة أو سيرفض العلاج".

وأشارت إلى أن أولى التجارب من هذا النوع قد أجريت على قرود الكابوتشين البنية، وهي قرود ذكية للغاية. التجربة عبارة عن أن يقوم قردان بتبادل أحجار صغير مقابل قضمات من الخيار، ثم يتم إعطاء قردًا آخر-وهو ليس موضوع التجربة-موضوعًا في قفص مجاور، حبة عنب صغيرة مقايضة بالأحجار. وأظهرت التجربة أن القرود فضلت العنب على الخيار، وسرعان ما غضب القرد الذي حصل على قضمات الخيار وأعلن احتجاجه بأن رمي الخيار واعتبر أن عملية التبادل غير عادلة.

وتقول عالمة الأحياء: "عندما شعر القردان بأن عليهما بذل جهد للحصول على المكافأة، ورأى كلاهما بعضهما وهما يحصلان على المكافأة باعتبارها هدية، توقفوا عن المشاركة في الاختبار. لقد أظهرت أنواعًا شتى من الرئيسيات الأخرى بما في ذلك الشمبانزي وقرد مكاك ريسوسي وقرد مكاك طويل الذيل، استجابات سلوكية لعدم العدالة. وبصرف النظر عن الرئيسيات، هناك نوعان من الثدييات استجابات للسلوك غير العادل، وهما الكلاب والفئران".

وتطرقت الدراسة إلى غير الثدييات؟ كالطيور مثلا وبالتحديد فصيلة الغرابيات، وهي فصيلة من العصافير التي تنتشر عبر جميع قارات العالم تقريبًا وتضم طيور تتسم بالروح الجماعية والمرونة الشديدة ربما أبرزها الغراب وكاسر الجوز. فعلى سبيل المثال، يعيش الغراب البالغ في أزواج إقليمية، بينما يعيش غراب الزيتون أو الزاغ الزرعي في جماعات محلية ضخمة. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت فصيلة الغرابيات أحد النماذج الأولية التي أجريت عليها دراسات عديدة حول الإدراك والأخلاق لدى الحيوانات.

تعتمد الروح الجماعية لدى بعض الأنواع مثل غراب الجيف على البيئة المحيطة بالطائر، ذلك أن تلك الأنواع تتزاوج في بيئات تتسم فيها الذكور والإناث بروح جماعية مع طيور من أنواع أخرى. وهناك أشكال مختلفة للتعاون الذي ينشأ بشكل طبيعي، يمكن ملاحظتها في أنواع الغرابيات الأخرى. فهي تساعد بعضها عندما تشعر بخطر يهددها وتتقاسم الموارد مثل الغذاء أو المعلومات عن الحيوانات المفترسة.

وتوضح روكسين: "نظرًا لهذا التعاون بين الغرابيات، كنا نتوقع في دراستنا أن يكون لديها إدراكًا للعدالة والإجحاف، لذلك وعلى غرار القرود، أجرينا اختبارًا على أربعة غراب عادية، وستة من غراب الجيف. ولما كان الجبن هو أحد الأغذية المفضلة لدى الغراب، فقد قمنا في هذا الاختبار بإعطاء الغراب قطعة من الجبن كمكافأة وقطعة من العنب كمكافأة مزيفة. الاختبار كان عبارة عن تجربتين، التجربة الأولى يتلقى فيها الغرابان نفس الطعام نظير مقايضتها مع أحجار صغيرة، بينما في التجربة الثاني يتلقى غراب قطعة جبن وآخر حبة عنب نظير مقايضتها مع الأحجار".

وذكرت أنها أجريت على الطيور تجربة تعرف باسم "السيطرة على الجهد"، وفيها يقايض الطائر موضوع الاختبار أحجارًا صغيرة مقابل قطعة من الجبن أو حبة عنب، في حين يحصل فيها الطائر الآخر على نفس المكافأة بدون مقايضة. في حالة "الظلم"، رفض الطائر موضوع الاختبار-وهو الذي تعرض هنا للظلم-المكافأة الأقل قيمة. وفي "السيطرة على الجهد"، توقف الغراب عن المقايضة عندما رأى الغراب الآخر يحصل على مكافأة بدون أي مجهود.

وخلصت عالمة الأحياء إلى أن الغرابين في كلا الحالتين عوملا بشكل غير عادل، وقررا عدم التعاون، ذلك أن فصيلة الغرابيات شأنها شأن الثدييات تظهر سلوكًا بالاحتجاج والرفض عند التعامل معها بشكل غير منصف، علاوة على أن التعقيد والمرونة الشديدين في التعاون، قد دفعا تطور إدراك ما هو عادل وما هو ليس كذلك.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالمة في جامعة أنغليا تؤكد أن الحيوانات لديها أخلاق مثل البشر عالمة في جامعة أنغليا تؤكد أن الحيوانات لديها أخلاق مثل البشر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت

GMT 14:57 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

برشلونة يمنح ديمبيلي فرصة اخيرة لحسم مستقبله

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib