الدار البيضاء - جميلة عمر
خديجة الزمي هي الأم والنقابية والبرلمانية التي صرخت بأعلى صوت داخل قبة البرلمان لتطالب بتعديل القوانين، أهمها قانون الشغل ومدونة الأسرة. رافقت رؤساء مجلس المستشارين الأربعة من عكاشة وبنقدور، بيد الله. وتم الثلاثاء حكيم بنشماش، دون أن ننسى على أنها عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال والقيادية في الاتحاد العام للشغال̻ في المغرب.
رزقت في يوم 25 آذار/مارس 1960 عائلة الزومي بمولودة أعطي لها إسم خديجة، هذه الطفلة ترعرعت بين أحياء العاصمة العلمية (فاس) ، لتلتحق بالكتاب في سن مبكر من أجل حفظ القرآن، بعد ذلك تلقت تعليمها في مدرسة سيدي بوجيدة، كان شغلها الشاغل هو التعليم، ورغم أنها تنحدر من أسرة شعبية تعتمد على قوتها اليومي من الفلاحة، إلا أنها تمكنت من اجتياز الباكالوريا بامتياز. وفكرت في الأول في امتهان التعليم، فالتحقت بالمركز الجهوي في مدينة فاس، حيث تخرجت بعد سنتين كأستاذة السلك الأول، لكن طموحها لم يقف عند هنا بل تابعت دراستها لتلتحق بالمدرسة العليا للأساتذة للسلك الثاني أي الثانوي.
وخرجت خديجة من مدينة فاس لأول مرة في حياتها، لكي تشتغل أولًا في صفرو ثم مدينة سلا كأستاذة للسلك الثاني، كما اشتغلت بالقطاع الخاص. مهنتها كأستاذة لم تلهيها عن مسار حياتها، حيث تمكنت من استكمال مسارها الدراسي، لتحصل على الماستر في تدبير المؤسسات.
وفارقت خديجة في بداية التسعينات، حجرات الدراسة لتشتغل مديرة الموارد البشرية في الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل في نسخته الأولى. وكان دخول الزومي لمجلس المستشارين سنة 2006 ،أي خلال الولاية الثانية التشر̺عية، التي ترأسها مصطفى عكاشة (1997 - 2008 الأول والثانية)، ثم خلال ترأس المعطي بنقدور للمجلس خلال فترة قصيرة، تم بيد الله محمد الشيخ بيد الله (2009-2015 ) ، تم عاصرت الولاية الرابعة لعبد الحكيم بنشماس إلى يومنا الحالي.
وخاضت الزومي معركتها النضالية من داخل الغرفة الثانية للبرلمان المغربي في مجال حقوق المرأة، خصوصًا في القانون التنظيمي للمجلس، والذي بات اليوم يشترط بتقديم لوائح المرشحين لا يتابع فيها نفس الجنس، وهو ما رفع قليلا من تمثيلية النساء، خلال الانتخابات الأخير̼ة للمجلس.
وعرفت كنقابية بآرائها القوية، وبخرجاتها الإعلامية الصريحة والشرسة، ولم تتغيب رفقة النقابة التي تنتمي إليها عن المواعيد النضالية في الفترة الأخيرة، إذ بصمت حضورًا ملحوظًا خاصة عندما يتعلق الأمر بمجال التعليم. الزومي التي تشغل منصب عضو اللجنة الدائمة في الاتحاد العام للشغالين في المغرب، أكدت أن الإضراب الوطني الأخير الذي عرفته المملكة بمثابة رد مباشر على السياسة الحكومية الإقصائية التهميشية والمقاربة الانفرادية التي يتبناها رئيس الحكومة.
وعينت نائب لرئيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بعدما انتخبتها المجموعة العربية الواقعة في إفريقيا للترشح باسمها في هذا المنصب المهم في دورته التاسعة بطهران العام الماضي.وكانت أقوى خرجات الزومي، في مواضيع حساسة وشائكة، كموضوع الدعارة وإسهامها في ميزانية الدولة وهو التصريح الذي قالته تحت قبة البرلمان ودعت الحاضرين للتحلي بالجرأة الكافية للاعتراف بذلك، بالإضافة لخرجاتها في موضوع المرسومين المتعلقين بموضوع الأساتذة المتدربين، ومساندتها لهم و لمطالبهم، أما أقوى الخرجات فقد كانت بالقصر الكبير حيث دعت النقابية الاستقلالية إلى دسترة إعدام الخونة والذين جمعتهم في المعادين للإسلام والنظام الملكي، واعتبرت أن لا مكان لهم داخل الوطن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر