الدار البيضاء : جميلة عمر
كشفت تصريحات عدد من المشاركين في مسيرة "أخونة الدولة"، التي نُظمت اليوم الأحد في شارع الفداء في الدارالبيضاء، عن أن أغلب الحاضرين لا يعرفون سبب مشاركتهم في المسيرة. وبدا معظم المشاركين تائهين بين شعارات لم يفهموا منها إلا "إرحل".. وشيء عن الدين ، وهو الشعار الذي اختاره أصحاب "المسيرة المجهولة".
و حَمَل المتظاهرون، صورًا لبنكيران كتب عليها "ارحل"، وصورًا أخرى مركبة للنجار وبنحماد كتب عليها "رموز الفضيحة". وخلال المسيرة أكدت بعض النساء اللواتي أعطيت لهن وعودٌ في حال مشاركتهم في المسيرة، " أن سبب حضورهن المسيرة هو المطالبة بالسكن بدل دور الصفيح التي يقطنون فيها، فيما طالب بعض الشباب برحيل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، لأنه لم يوفر لهم عملا لائقا".
شباب آخرين بدا على لكنتهم من مدينة الحسيمة صرحوا للمغرب اليوم أنه تم إحضارهم من الحسيمة، وتكلفوا بجميع مصاريف تنقلهم وأكلهم. كما لوحظ نزول نقابة وحيدة بثقلها في هذه المسيرة ، وهي نقابة الاتحاد المغربي للشغل، ضد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وهو الشيء الذي ورط الطبقة الشغيلة البعيدة عن السياسة ومشاكلها ، وتبحث فقط عن لقمة عيش.
وخلال المسيرة لوحظ انسحاب احمد بريجة، القيادي في حزب "الأصالة والمعاصرة"، في الدار البيضاء، وعدد من وجوه الحزب البازين في العاصمة الاقتصادية، وذلك بعد تلقيهم اتصالات هاتفية من جهة ما. وحسب مصدر مقرب من قيادة الحزب أنها طلبت من أعضائها الانسحاب من المسيرة تفاديا لأي ربط بينهم وبين منظميها.
وكرد فعل كان عبد الإله بنكيران قد دعا أعضاء حزبه ومتعاطفيه إلى تجاهل المسيرة، كما طالب وفق ما ورد في الموقع الرسمي للحزب، إلى عدم إعطاء هذه المسيرة "أي أهمية، والتعامل معها كأنها لم ولن تكون".
للإشارة ، تم أمس السبت الدعوة للمشاركة في المسيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد ما أسموه بــ "أخونة المجتمع والدولة"، وضد "تجار الدين".
وأثارت هذه الدعوات "المجهولة" جدلًا كبيرًا، امتد إلى قيادة حزب العدالة والتنمية، التي اعتبرتها استهدافا لها.
وحسب مصدر من حزب العدالة والتنمية، أن مثل هذه التحركات هدفها الفتنة، و أن هناك منافسين لــ " البيجدي " يخافون من مفاجئة ما يحمله القدر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وحول نزول قيادة الاتحاد المغربي للشغل في هذه المسيرة ، هو توريط لها وللطبقة الشغيلة التي لا تبحث إلا على العيش الكريم.
والى حدود كتابة هذه السطور لم تظهر أي هيئة أو جهة رسمية تتبنى النداء الذي يروج على صفحات التواصل الاجتماعي، كما تبقى مجموعة من التساؤلات مطروحة حول تعامل وزارة الداخلية مع هذه المسيرة ؟ وهل تم الترخيص لها ؟ ومن هي الجهات التي دعت إليها ؟
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر