يعتقد ديفيد روديشا البطل الأولمبي أن سبب مشكلات كينيا جراء المنشطات يعود إلى شبان "أغبياء" لديهم رغبة جارفة في الفوز سريعاً بالسباقات وجني الأموال، لكنه قال إنه يأمل أن تكون بلاده على الطريق الصحيح لاستعادة سمعتها.
وشعر روديشا (27 عاما) الفائز بسباق 800 متر بأولمبياد لندن 2012 برقم قياسي عالمي - بالاستياء من مزاعم تتعلق بتعاطي المنشطات والفساد في كينيا.
وحققت كينيا نجاحا كبيرا في السباقات المتوسطة والطويلة على مدار عقود من الزمن، ولا تزال قوة عالمية في سباقات الماراثون، لكن تعرض حوالي 40 متسابقا للإيقاف بسبب المنشطات في آخر ثلاث سنوات.
ومنحت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات كينيا مهلة حتى أبريل نيسان المقبل لتطبيق إجراءات جديدة للتصدي للمنشطات أو مواجهة إمكانية الإيقاف عن المشاركة في منافسات ألعاب القوى في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
وقال روديشا بطل العالم لرويترز في مقابلة في ملبورن اليوم الأربعاء "هذا أمر محزن ومن المؤسف حدوث ذلك لأن كينيا كانت صاحبة سمعة جيدة جدا."
وأضاف "على مدار سنوات كانت كينيا تتألق في منافسات ألعاب القوى وتفوز بالألقاب دون أي مشكلات. بدأ ظهور بعض المشكلات في السنوات الأخيرة. هذا أمر صعب لأن هؤلاء المتسابقين لديهم الرغبة الجامحة في كسب الأموال والفوز بالسباقات وينتهي بهم الأمر بتصرفات غبية والتورط في قضايا منشطات."
وأثيرت مزاعم بالفساد في الاتحاد الكيني لألعاب القوى وهو ما يتزامن مع فضيحة على نطاق أوسع في الاتحاد الدولي للعبة والتي أدخلته في أزمة في العام الماضي وأسفرت عن إيقاف الاتحاد الروسي للعبة.
وعوقب إيزاك موانجي الرئيس التنفيذي للاتحاد الكيني لألعاب القوى بالإيقاف بشكل مؤقت في الأسبوع الماضي بعدما اتهمه اثنان من الرياضيين بطلب الحصول على رشى لتخفيض مدة إيقافهما.
كما تعرض ثلاثة مسؤولين بالاتحاد الكيني للإيقاف في نوفمبر تشرين الثاني الماضي منهم رئيس الاتحاد ايسياه كيبلاجات بسبب مزاعم فساد.
* مشاكل البنية التحتية
وأبلغ روديشا الصحفيين أنه لا يشعر أن مشكلة المنشطات منتشرة في كينيا لكنه قال إن بلاده تفتقر للبنية التحتية اللازمة لمراقبة الآلاف من الرياضيين.
وقال روديشا "لابد من التوعية. مثل بعض الدول التي لا تملك بنية تحتية قوية يحدث نفس الشيء في كينيا ويكون من الصعب جدا على وكالة مكافحة المنشطات مراقبة الموقف لأن هناك الآلاف والآلاف من الكينيين المشاركين في التدريبات بينما يأتي أسماء القليل منهم فقط ضمن قائمة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات."
وأضاف "يمكن تصور مدى صعوبة ذلك الأمر."
ولم يعلق روديشا بشكل مباشر عما إذا كان يثق في قدرته على الدفاع عن لقبه لكنه قال إنه يأمل أن تستعيد كينيا سمعتها.
وأضاف لرويترز، عن صراع كينيا مع متطلبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات قبل انتهاء المهلة في الشهر المقبل، "نتمنى أن تسير الأمور في الاتجاه الصحيح."
وأضاف "نحن متفائلون أن الأمور سيتم حلها بشكل تام حتى تصبح رياضتنا نظيفة ويستطيع المتسابقون التنافس بشكل عادل وحتى يكون بوسعنا جميعا رؤية أن كل شخص يعمل بجدية يستحق ما يناله."
وبلغ الرقم العالمي لروديشا في لندن دقيقة واحدة و40.91 ثانية وحطم رقمه السابق في 2010 وتلقى إشادة كبيرة من سيباستيان كو صاحب الرقم العالمي سابقا في سباق 800 متر ورئيس الاتحاد الدولي للقوى حاليا وصفه بأنه صاحب "أفضل أداء في دورة الألعاب."
ويرى روديشا - الذي سيبدأ موسمه في بطولة التحدي العالمي في ملبورن يوم السبت - أنه سيكون من الصعب تكرار أدائه في لندن.
وقال روديشا "هذا صعب ولا يمكن أن نسجل رقما عالميا كل يوم. هذا شيء استثنائي. كسرت الرقم العالمي في 2010 و2012 ولذلك فالأمر صعب. سأحاول مجددا لكني سأشعر بالسعادة لو سجلت رقما يقترب من الرقم العالمي."
وأضاف "سيكون من الصعب تحطيم الرقم العالمي. سنرى كيف ستسير الأمور خلال هذا العام."
وأصيب روديشا في سنوات ما قبل الأولمبياد لكنه يشعر بالتفاؤل بشأن لياقته خلال مرحلة الاستعداد للأولمبياد، ونفى أن تكون دوافعه قد انخفضت بعد الفوز باللقب الأولمبي.
وتابع روديشا "لدي شغف كبير برياضة الركض، وأنا أمارس ذلك على مدار 11 عاماً ومنذ شاركت في بطولة العالم للشباب."
وأضاف "هذا جزء من حياتي الآن. أنا سعيد بإمكانية تحقيق كل هذه الألقاب التي يتمنى أي متسابق تحقيقها. هذا يمنحني الحافز لإضافة المزيد. طالما شعرت بأني لا أزال قويا سأرى ما ستقدمه موهبتي وهذا ما أتطلع إليه وهو معرفة المدى الذي يمكنني بلوغه."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر